| 0 التعليقات ]
بعد رواية 'الأسود يليق بك' قمت بقراءة إحدى روايات الكتابة الجزائرية أحلام مستغانمي.. الرواية التي عنونتها بـ 'عابر سرير' كانت واحدة من أفضل الروايات التي قرأتها, فالروائية وفقت في نقل الكثير من القضايا التي تحيط بالمواطن الجزائري خاصة ذاك المتواجد في 'الغربة' في قالب رواية عشقية دارت حكاياتها بين المصور 'خالد بن طوبال' و زوجة أحد قادة الجزائر و التي كانت في زمن مضى حبيبته بعد أن كانت حبيبة لـ 'زيان' أو خالد بن طوبال الحقيقي الذي ذكرته الكاتبة في إحدى رواياتها السابقة و هو رسام عاش أحداث الرواية في فراش موته بعيدا عن من تركته 'حياة'.. تدور أحداث الرواية في فرنسا و بالتحديد بباريس في معرض زيان أين تباع لوحاته الفنية, بيت ناصر أخو حياة و مكان إقامة خالد بن طوبال في منزل شريكة زيان 'فرونسواز'.. الرواية تتشكل من ثمانية فصول (312 صفحة), بعد إتمامي للروائية أردت إقتباس بعض الجمل و القصص التي أعجبتني و نشرها في المدونة.
1-بلزاك في أواخر عمره ، وهو عائد من روسيا، بعد زواجه من السيدة هانكسا، المرأة الأرستقراطية التي تراسل معها ثماني عشرة سنة ومات بعد زواجه منها بستة أشهر، كان يقول لها والخيول تجر كهولته في عربة تمضي به من ثلوج روسيا الى باريس: "في كل مدينة نتوقف فيها، سأشتري لك مصاغا أو ثوبا. وعندما سيتعذر علي ذلك، سأقص عليك أحدوثة لن أنشرها." ولأنه أنفق ماله للوصول اليها، ولأن طريق الرجعة كان طويلا، قد يكون قص عليها قصصا كثيرة. حتما، أجمل روايات بلزاك هي تلك التي لم يقرأها أحد، وابتكرها من أجل امرأة ما عادت موجودة هنا لتحكيها.

2-واليوم أيضاً لم يتغير شيء. كل جاهل يثأر لجهله بقتل مثقف بعد المزايدة عليه في الإيمان والتشكيك في ولائه للوطن.

3-في زمن الهوس المرئي بالمذابح ,وبالميتات المبيتة الشنيعة، من يصدق النوايا الحسنة لمصور تتيح له الصورة حق ملاحقة جثث القتلى ببراءة مهنية؟ ليست أخلاق المروءة، بل أخلاق الصورة، هي التي تجعل المصور يفضل على نجدتك تخليد لحظة مأساتك.

4-لا أصعب على البعض من أن يرى جزائريا آخر ينجح. فالنجاح أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها في حقه. ولذا قد يغفر للقتلة جرائمهم، لكنه لن يغفر لك نجاحاتك. وكلما ، بحكم المهنة أو بحكم الجوار ,ازدادت قرابته منك، ازدادت أسباب حقده عليك، لأنه لا يفهم كيف وأنت مثله في كل شيء ,تنجح حيث أخفق هو.

5-كان جاري في قسنطينة وتوسطت له لينتقل إلى العمل في العاصمة، في الجريدة نفسها التي أعمل فيها، فوفر علي بكيده كل طعنات الأعداء، وجعلني أرى في جثة ذلك الكلب من الوفاء ما يغني عن إخلاص الأصدقاء ,بعدما قدمت له من الخدمات ما يكفي لأجعل منه عدوا.

6-قول المغني الفرنسي سيرج غاسبور " إن البشاعة أقوى من الجمال لأنها أبقى". فبرغم بشاعته حصل غاسبور على فاتنات ما كن في متناول غيره وكأن القبح عندما يتجاوز ضفاف الدمامة ,يصبح في فيضه النادر ضرباً من الجمال المثير للغواية.

7-اشتريت باقة ورد وقصدته, تحاشيت اللون الأبيض. إنه لا يليق برسام كرس حياته لإلغاء هذا اللون .تفاديت أيضاً أناقة تجعلني أبدو أقل لياقة في حضرة مرضه، وتوقظ غيرة عاشق أدركه الحب في سن الشك.

8-النجاح كما الفشل، اختبار جيد لمن حولك، للذي سيتقرب منك ليسرق ضوءك، والذي سيعاديك لأن ضوءك كشف عيوبه، والذي حين فشل في أن ينجح، نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاحك.

9-ولأن البعض صنع من الوطن ملكاً عقارياً لأولاده، وأدار البلاد كما يدير مزرعة عائلية تربي في خرائبها القتلة، بينما يتشرد شرفاء الوطن في المنافي.

10-يوم مات ياسين في مدينة ( غرونوبل) في ٢٩ أكتوبر ١٩٨٩ حدث زلزال في الجزائر. ولكن نشرة الأخبار ذلك المساء كانت تتضمن فتوى بثتها الإذاعة الوطنية، أصدرها المفتي محمد الغزالي رئيس المجلس الإسلامي لجامعة قسنطينة، ومستشار الرئيس بن جديد آنذاك، يعلن فيها أن مثل هذا الرجل ليس أهلاً لأن يواريه تراب الجزائر، ويحرم بحكمها دفنه في مقبرة إسلامية. ولكن ياسين ظل حتى بعد موته يستخف بالفتاوى وبكل أنواع السلطات. حملت نعشه النساء كما الرجال.
لأول مرة ,رجل تحمل نعشه فرقة مسرحية بكاملها. كانت نكتته الأخيرة أن تعطلت سيارة ال " البيجو" ٥٠٤ التي كانت تنقل جثمانه، لكثرة الممثلين الذين كانت تحملهم، مما جعل المشيعين يترجلون ويذهبون به إلى المقبرة على الأقدام وسط زمامير السيارات والزغاريد ونشيد الأممية الذي كانوا ينشدونه باللغة البربرية. لم يستطع الإمام ولا الرسميون شيئاً لإسكات كاتب ياسين حياً ولا ميتاً.
ولم يستطيعوا منع القدر أن يجعله يدفن في أول نوفمبر تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية. كان أول من أدخل الفوضى والديمقراطية والزغاريد إلى المقابر كما أدخلها قبل ذلك إلى المعتقلات والسجون!

11-رجل مثل مصطفى بن بولعيد ، أحد رموز مقاومتنا، تهديه الجزائر جثمان ابنه في يوم استشهاده ..أي وطن هذا؟

12-تلك السهلة التي تندس في جيبك. كتب الانتظار والضجر التي كنساء المصادفات تصلح لقراءة واحدة. وأخرى للمؤانسة ترافقك إلى سريرك لتنهي ليلها أرضاً منهكة، نائمة على بطنها كامرأة بعد ليلة حب. وأخرى صقيلة الورق فاخرة الطباعة، تتربص بجيبك كبغايا أمستردام خلف واجهة زجاجية.. قد تنقل إليك عدوى الرداءة.

13- في صور الحروب التي أصبحت حرب صور، ثمة من يثرى بصورة، وثمة من يدفع ثمنا لها.

14-فقصدت المطبخ أعد سلطة، وأقلي صحناً من " النقانق" التي اشتريتها قبل يومين من جزارة " حلال" . فلتناقضاته الغريبة يصر الجزائري حتى وهو يحتسي نبيذاً ألاَّ يتناول معه إلا اللحم الحلال!

ها قد جمعت ما أعجبني من كلمات في هذه الرواية التي أرآها واحدة من أفضل الروايات التي كتبتها أحلام مستغانمي و أنصحك بشدة بقرائتها (تحميلها من الويب أو إقتناء نسخة للكتاب).. كما أدعوك إلى إلقاء نظرة على الأسود يليق بك لأحلام مستغانمي.


أحلام مستغانمي, رواية, تحميل, كتاب, الجزائر, روائية جزائرية, الأسود يليق بك, إقتباسات, أمثال, قصة, عابر سرير, ملخص كتاب, ملخص رواية, العشرية السوداء, الثورة الجزائرية, مستغانمي, أحلام.

0 التعليقات

إرسال تعليق