هلوســـة ..

الهدوء ، الصمت و الغرفة مظلمة بالكامل يكاد يتخللها نور ضئيل آتي عبر النافذة التي أنا جالس بجانبها ، كنت بين الفينة و الأخرى ألقي نظرة للخارج عبرها ، كان الشارع خالي و الناس في هجرة عن المكان ، الكل قاطن بين أربعة جدران ، و الصمت مرتفع داخل و خارج الغرفة التي هي عن عزلة عن العالم الأخر ، بابها موصد و جدرانها التي حفظت معالمها محيطة بي من جميع النواحي ، كنت حاملا لهاتفي فالساعة تشير للواحدة و الوقت متأخر لإستعمال الحاسوب ، كنت أتسلى بتحميل موسيقاي المفضلة في حين أنتظر النعاس لكن هذه المرة طال مجيئه و ليته لم يتأخر ..
كان و كلما ضغطت لتحميل أغنية ، تشتغل تلقائيا ، لم أكن واضعا لسماعات الأذن فقد خفضت الصوت إلى أدنى مستوى ، كان كل شىء على ما يرام ، الأغنية تلو الأخرى ، حتى إنقطع صوت الأغنية فجأة ... لحظات و إرتفع الصوت من تلقاء نفسه ... الأغنية تتحول إلى قرآن ... بدون مقدمات جمدت في مكاني و تركت الهاتف من يدي ، فسقط ... هرولت لإشعال النور ... أنيرت الغرفة ، مباشرة تعود الأمور كما كانت ... بقيت أحدق بهاتفي و هو يعانق الأرض فإبتسمت إبتسامة غبية في وقت بدأت أحدث نفسي ... ياله من أحمق دمج الأغنية مع آيات قرآنية .. بماذا يفكر ؟!
أطفأت النور من جديد و رجعت إلى فراشي ، أعدت تشغيل الأغنية من جديد ... لا وجود للقرآن ... حينها أحسست بغليان الدم في عروقي ، بدأت أتعرق ، أرتعش لكنني سارعت للبحث عن مصدر القرآن .. صفحات الويب ، محتويات الهاتف .. مستحيل ، دخلت في هدوء و تفكير عميق ، أبحث عن إجابة لتساؤلاتي ، ماذا ، كيف ، لماذا ؟! رجعت بذاكرتي قليلا للوراء ، مأساة حدثت بالقرب من نافذتي .. لكن .. مضى عليها وقت طويل .. لكن .. مأساة و كفى .. بقيت على تلك الحالة أنتظر في شىء يلمسني أو صوت أمي لأدرك أنه مجرد حلم لكن كلا الشيئين لم يحدث .. حتى نمت ...